إذا لاحظت نسيانك لمعلومة بعد لحظات قليلة من حصولك عليها، فإنتبهي، فقد تكونين بحاجة إلي إستشارة طبيب الأعصاب، ولأنك امرأة ربما تكونين أكثر إحتياجا لهذه الزيارة، فالنساء أكثر عرضة للنسيان لأنهن أكثر عرضة للمتاعب النفسية والعصبية.
يقول د.مجدي دهب أستاذ الأعصاب بطب الأزهر: النساء خاصة بعد الأربعين أكثر عرضة للاكتئاب الذي يعد ضعف التركيز أحد أعراضه، وهو ما يعتبره عامة الناس ضعفا في الذاكرة.
يضيف موضحا أن ضعف إفراز الغدة الدرقية، وهو شائع بين معظم النساء، أحد أسباب ضعف الذاكرة وأفضل وسيلة لعلاجه هي أن تذهب المرأة إلي طبيب الأعصاب أو حتي الطبيب الباطني الذي يمكن أن يقوم بالفحوصات اللازمة ومعرفة ما إذا كان لديها أي نقص في الهرمونات وتدارك ذلك بوصف العلاج المناسب لها، أما إذا كانت تعاني من الإكتئاب النفسي كمسبب لضعف الذاكرة -أي أن يزود الإنسان بمعلومات معينة ثم يسأل عنها في نفس اللحظة فلا يستطيع أن يسترجعها أو يتذكرها- أو كانت تعاني من نسيان الأحداث اليومية الحياتية أو للذكريات القديمة، أو تكون مثل بعض السيدات لديها جزئية من هنا وأخري من هناك، فسوف يتم أيضا علاجها بإعطائها الأدوية المضادة للاكتئاب، وإن كان النسيان بسبب آخر مثل الزهايمر وهذا نادر جدا في مقتبل العمر -فله علاجات قد تفيد في بعض الأحيان- وفي أحيان أخري تعاني السيدات من الآلام الناتجة عن التهاب الأعصاب الطرفية أو الخدر أو التنميل كما هو الحال في مرضي السكر، وهنا ينصح د. مجدي دهب بالذهاب إلي طبيب الأعصاب، الذي يقوم بتخطيط الأعصاب وإجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثم يمكنه تحديد السبب.
والتهاب الأعصاب مرض مؤلم يؤثر علي عصب أو أكثر ويؤدي إلي وهن -أي ضعف وفقد الإحساس- وضمور العضلات، والعضلات التي تتغذي بالعصب المصاب تصبح مؤلمة جدا عند لمسها أو الضغط عليها، كما يمكن أن تتوقف المنطقة المصابة من الجسم عن إفراز العرق، ويمكن أيضا أن يحدث ما يسمي بسقوط القدم أي أن أصابع القدم تنسحب علي الأرض عند المشي نتيجة شلل أو ضعف عضلات القدم والكاحل، ويترافق مع التهاب الأعصاب ألم عصبي شديد يحدث علي طول العصب.
ومن أسباب التهاب الأعصاب الأخري الإصابة بالبكتريا والفيروسات ونقص الغذاء والفيتامينات وسوء التغذية والأمراض المعدية مثل الدرن والزهري وأمراض النقرس والتسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ.
وعن رعشة اليد أوضح أنها حركة إهتزازية لا إرادية في اليد قد تظهر لدي السيدات الأصحاء وأيضا لدي المرضي بالإجهاد والقلق النفسي أو المعرضات لضغوط الحياة بشكل مكثف، ولكن وجود رعشة مستمرة لا يرتبط بالعوامل النفسية إنما هو أمر يحتاج إلي تقويم طبي لأنه قد يكون علامة مرضية تحتاج إلي تشخيص، أما عن رعشة اليد التي تتزامن مع حركة لا إرادية في مكان آخر في الجسم مثل الوجه واللسان فهي تمثل علامة مرضية تحتاج إلي فحص إكلينيكي مفصل للتشخيص.
وهناك ما يعرف بالرعشة الأولي والتي قد تكون وراثية وتحدث عند كبار السن، وتكون في قمة الوضوح عندما لا تكون اليد قيد الإستخدام، ويصبح ذلك ملحوظا عندما يقوم المريض بأعمال كتابية وكذلك عندما يحاول الوصول إلي شيء ليمسكه بيده، ومن أسبابها الإفراط في شرب القهوة أو المنبهات والمشروبات المحتوية علي الكافيين، وكذلك الأعراض الإنسحابية منه والضغوط الحياتية والتقدم في السن أو نتيجة لتناول بعض الأدوية أو لهبوط السكر في الدم، أو مرض ويلسون أو مرض باركنسون، وهو مرض يتميز بوجود الرعشة حال السكون ويخف عندما يحاول المريض الإمساك بشيء، وعادة ما يكون مصحوبا ببطء في الحركة العامة وتغير في طريقة المشي، وينبغي أخذ الاحتياطيات اللازمة أثناء العمل لتجنب الإصابات التي قد تحدث للمريضة.
أما عندما يكون القلق والتوتر النفسي سببا لتلك الرعشة فيوصي بالإسترخاء، وعندما تكون بسبب أعراض جانبية لأدوية معينة فينصح بإستشارة الطبيب لكي يتم إيقاف الدواء المسبب وإستبداله بآخر أو تقليل الجرعة للتخلص من ذلك العرض الجانبي غير المرغوب فيه.
وتجدر الإشارة إلي ضرورة إستشارة الطبيب المعالج قبل الإيقاف التام للدواء الذي قد يسبب إيقافه دون إستشارة طبية زيادة في تلك الأعراض أو تفاقم للحالة، وقد تصاحبها أعراض إنسحاب، أما بالنسبة للرعشة الأولية فهناك العديد من الأدوية التي تخفف من تلك الأعراض. وأخيرا يشير د.مجدي دهب إلي أنه عندما تكون تلك الرعشة شديدة وغير مستجيبة للعلاج الدوائي، وقد تجدي الجراحة في العلاج، والفحوصات التي يطلبها الطبيب لتشخيص الرجفة هي فحوص الدم ووظائف الغدة الدرقية وفحص مستوي السكر في الدم وفحوص البول والأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي للرأس ودراسات الأعصاب والتوصيل فيها، وهذه الفحوص تطلب تدريجيا وفقط عند وجود سبب.
الكاتب: ولاء يوسف.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.